كاتبتان تسعيان لنشر أول دليل سياحي عن جزيرة سقطرى اليمنية

 

بكثبانها الرملية الهائلة، وجبالها الصخرية، وشواطئها الجميلة، وحياتها البرية الفريدة من نوعها، غالباً ما يشار إلى جزيرة سقطرى اليمنية باسم “غالاباغوس المحيط الهندي“.

ولطالما كانت جزيرة سقطرى وجهةً مرغوبة للمسافرين المغامرين، ولكن هذه الجنة الصغيرة على الأرض معرضة للتهديد في الوقت الحالي.

وهناك مخاوف من أن الأنواع المستوطنة النادرة في الجزيرة، بما في ذلك أشجار دم الأخوين الأسطورية، والمناظر الطبيعية الرائعة المعترف بها من قبل منظمة اليونسكو، يمكن أن تدمر إذا حال عدم اليقين السياسي دون حمايتها.

وبينما أن مصير الجزيرة أصبح معلقاً، قد تكون المساعدة في متناول اليد من مصدر غير متوقع، وبالأخص في عصر “كوفيد-19″، أي عالم السياحة.

وهنا يأتي دور هيلاري برادت، كاتبة رحلات السفر التي تبلغ من العمر 79 عاماً.

وخلال مسيرتها المهنية الطويلة ككاتبة إرشادات السفر، قامت مؤسٍسة دار النشر“Bradt Travel Guides”
بزيارة بعض أكثر الوجهات إثارة حول العالم. ولكن جزيرة سقطرى، التي تقع على بعد 60 ميلاً شرق القرن الأفريقي، بقيت على رأس قائمة أمنيات السفر الخاصة بها.

وعندما تمكنت برادت أخيراً من زيارة الجزيرة مع زميلتها جانيس بوث، البالغة من العمر 81 عاماً، في فبراير/ شباط الماضي، تجاوزت الجزيرة سقف توقعاتهما.

وأعجب الثنائي بشدة بما شاهداه، وقررا إنتاج الدليل الإرشادي السياحي “الأول والوحيد” إلى جزيرة سقطرى.

تسعى كاتبتان إلى نشر الوعي حول جزيرى سقطرى من خلال نشر كتيب إرشادي موثوق

ولكن في الوقت الذي حصل فيه الثنائي على الضوء الأخضر للنشر، حالت تأثيرات “كوفيد-19” من خططهما، فقد شهدت دار نشر الدليل الإرشادي المستقلة في المملكة المتحدة منذ ذلك الحين انخفاضاً بنسبة 75% في المبيعات، ولا تملك ببساطة الموارد المالية لنشره هذا عام.

ومع ذلك، فإن برادت وبوث عازمتان على إصدار الكتيب خلال نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام بسبب التطورات السياسية في سقطرى، وأطلقا حملةً جماعية لجمع الأموال المطلوبة لنشر الدليل الإرشادي.

حددت الكاتبتان هدف تمويل جماعي بقيمة 10 آلاف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 13 ألف دولار، من أجل تكاليف طباعة وإنتاج الدليل الإرشادي إلى سقطرى


وقالت برادت لـCNN: ”
أعتقد أنها قد تكون المرة الأولى التي يجرب فيها ناشر كتيبات إرشادية مثل هذه الطريقة“.

وبينما أن سقطرى تعد أكبر جزيرة في الأرخبيل اليمني، إلا أنها مساحتها تغطي 3 آلاف و796 كيلومتراً مربعاً فقط.

وأشارت بوث إلى أن الجزيرة صغيرة للغاية، لافتةً أن المدهش هو مقدار ما تحمله هذه الجزيرة من جمال.

وقالت بوث: “لا توجد طريقة يستطيع بها المرء أن يصفها بصرياً، فكل شيء (هناك) يفاجئك“.

تقول برادت إنها لن تتمكن من السفر إلى وجهات مثل سقطرى لسنوات عديدة أخرى، لذا فإن الكتيب يعد مجرد نهاية رائعة لمسيرتها في كتابة إرشادات سفر

وتتميز سقطرى بالأنواع المستوطنة المذهلة، مثل شجرة دم الأخوين، وهي من بين العديد من المعالم البارزة على الجزيرة، وتمثل نسبة 37% من 825 نوعاً من النباتات مستوطنة على الجزيرة.

وأوضحت برادت، التي كتبت العشرات من الكتيبات الإرشادية، أنها بطبعها “مفتونة” بالطبيعة إلى أبعد الحدود، مشيرة إلى أن موقعاً مثل جزيرة سقطرى، يعرض الطبيعة بهذه الطريقة الأصلية، يُعد مثيراً بشكلٍ خاص بالنسبة لها، لذلك توجب عليها الذهاب.

تشعر المؤلفتان بالقلق من أن الوضع السياسي المضطرب في سقطرى سيعرض مستقبلها للخطر، وتعتقدان أن نشر كتيبهما سيجعل الجزيرة “مرئية أكثر على الصعيد الدولي

ورغم ذلك، تمتلك سقطرى بنية تحتية سياحية ضعيفة، وبينما يتواجد فندقان على الجزيرة، يميل الزوار هناك إلى التخييم.

وكان الوصول إلى الجزيرة سابقاً يتم عبر رحلة تجارية أسبوعية من القاهرة، ولكن الوصول إليها محدود الآن بسبب ظروف الجائحة.

ومثل الكثيرين، تشعر برادت وبوث بقلق بالغ من أن المشاكل السياسية المتغيرة باستمرار قد تعرض مستقبل الجزيرة للخطر.

وتأمل برادت وبوث أن يساعد نشر الدليل الإرشادي في رفع صورة جزيرة سقطرى وتعزيز مكانتها السياحية في المستقبل.

ويثق الثنائي أن كتابهما سيجذب “النوع المناسب” من جمهور المسافرين، نظراً لقراء برادت المهتم بالسفر وسياحة المغامرة، بالإضافة إلى التغطية التفصيلية التي يشملها “الدليل الكامل الملون”، والذي يتيح للزوار المحتملين معرفة ما يمكن توقعه بالضبط عند الزيارة.