خبراء عسكريون: الحديدة منصة ميليشيا الحوثي لتلقي السلاح ومهاجمة اقتصاد العالم

 

أحبطت القوات البحرية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أمس الأول هجوما “إرهابيا وشيكا” للحوثيين كان يستهدف أحد أهم مسارات الشحن الرئيسية في جنوب البحر الأحمر، للمرة الثانية خلال أربعة أشهر.  
وكان التحالف قد أحبط هجمات إرهابية حوثية كانت تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، في 19 سبتمبر الماضي، ودمر أربعة مواقع كانت «تستخدم لتجميع وتفخيخ زوارق مسيّرة»، شمال الحديدة.
وأكد خبراء عسكريون لـ ”
وكالة 2 ديسمبر” أن بقاء مدينة الحديدة وموانئها المطلة على البحر الأحمر، تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، مكنها من تلقي أسلحة متطورة من إيران، وعزز مواردها المالية، واستخدام الحديدة كمنصة لضرب اقتصاد العالم.
وأضافوا أن ميليشيا الحوثي تمكنت خلال العام الماضي من إدخال أسلحة عبر ميناء الحديدة، وقد ظهر ذلك من خلال تطور قدرات الحوثيين العسكرية والتقنية الممنوحة لها من إيران، وأصبحت تمثل خطرا على الاقتصاد العالمي.  
وأوضحوا أن بقاء مدينة الحديدة وموانئها تحت سيطرة الميليشيا يعني استمرار تهريب الأسلحة الإيرانية، ويبقي عصب الاقتصاد العالمي في خطر- إمدادات النفط السعودية – وتهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي. 
يقول تقرير لجنة الخبراء الدوليين المكلفين بمراقبة حظر الأسلحة المفروض على اليمن في نسخته الأخيرة يناير 2020، إن بعض الأسلحة الجديدة التي حصلت عليها ميليشيا الحوثي، في عام 2019 “لها خصائص تقنية مماثلة للأسلحة المصنعة في جمهورية إيران الإسلامية”.
إطلاق الميليشيا القوارب المفخخة والمسيّرة عن بعد، على السفن في الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، يمثل جرائم حرب وتهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي.
الممر الملاحي والمضيق، أكثر الممرات الملاحية أهمية في العالم، إذ يعبر من خلاله نحو 4 ملايين برميل من النفط يومياً إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا بالإضافة إلى البضائع التجارية.
تصاعد هجمات ميليشيا الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، على السفن التجارية خلال السنوات الثلاث الأخيرية، أصاب العالم بالقلق الشديد من الهجمات على خطوط الإمداد الرئيسية للطاقة والتجارة على طول البحر الأحمر.
 في نوفمبر 2019 أقدمت الميليشيا الحوثية على احتجاز ثلاث سفن كورية جنوبية، عند ساحل البحر الأحمر، على متنها 16 بحاراً بينهم اثنان من كوريا الجنوبية، ليتم الإفراج عنهما بعد يومين من القرصنة عليها، على وقع تهديد سيول بإرسال السفينة شيونغي التي تنتشر في مهمة مكافحة القرصنة.
وفي أكتوبر 2019 نفذت الميليشيا عملية “سطو وخطف” بجنوب البحر الأحمر، بحق سفينتين كوريتين جنوبيتين.
وكانت ميليشيا الحوثي التي تسيطر على مدينة الحديدة وموانئها بالبحر الأحمر، قد هددت في 7 ديسمبر الماضي؛ بتنفيذ ضربات وهجمات في البحر الأحمر، وأعلنت عن امتلاكها بنك أهداف بحرية، وأسلحة ومنظومات متطورة.
كما نفذت الميليشيا خلال عامي 2017 – 2018 عددا من الهجمات الارهابية على السفن في البحر الأحمر، تمثلت في هجمات استخدمت فيها قذائف مضادة للسفن على ناقلة النفط الخام العملاقة “أبقين”، في الثالث من إبريل 2018، وعلى ناقلة السوائب “إنجي إنيبولو” في العاشر من مايو من العام ذاته.
إضافة إلى محاولة هجوم باستخدام ثلاثة زوارق تحمل رجالاً مسلحين، في الثالث من يونيو 2018، على سفينة ” فوس ثيا” للإمداد في أعالي البحار التي يستأجرها برنامج الأغذية العالمي.
هاجمت الميليشيا سفينة حربية تابعة لقوات التحالف في الرابع والعشرين من مارس، وهجوم ضد سفينة حربية تابعة لقوات التحالف باستخدام جهازين متفجرين يدويي الصنع منقولين بحراً في الثلاثين من سبتمبر في ميناء جازان بالمملكة العربية السعودية، إضافة إلى عديد من المحاولات الهجومية، وعمليات الاقتراب المشبوهة، باستخدام زوارق تنقل رجالاً مسلحين.
ونفذت الميليشيا هجمات متكررة على ناقلات نفط تبلغ حمولتها 2 مليون و200 ألف برميل من النفط الخام، “كان من الممكن أن تخلق كارثة بيئية واقتصادية لليمن والمنطقة “، كما قال خبراء دوليون.
كما استهدفت ميليشيا الحوثي السفن التجارية التي تقل العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، مما عرض توصيل المساعدات الإنسانية للخطر ورفع تكاليف الشحن إلى اليمن، وفقاً لتحقيقات فريق الخبراء الدوليين في اليمن.