إخوان اليمن من السعي إلى حكم البلاد إلى القتال لأجل موطئ قدم

تبحث جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، اليوم عن موطئ قدم لها على الأرض بعد أن كانت تطمح إلى حكم البلد كاملا، وهي بذالك تجني نتائج حساباتها الخاطئة وسياساتها المتسرّعة وتلهّفها في الوصول إلى السلطة من أقرب السبل.

فالحراك الشعبي الذي تفجّر مطلع 2011 وحاولت الجماعة ركوب موجتها كما فعلت في أقطار عربية أخرى، أفلتت من يدها وتحوّلت إلى غنيمة بيد الحوثيين، كما أن الشرعية التي اخترقها الإخوان وحاولوا إستخدامها غطاء لمشروعهم بلغت مرحلة متقدّمة من الإنهاك وقلّ حضورها وتأثيرها في مسار الأحداث على الأرض.

و يقف قادة الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، قُبيل إنقضاء العقد الأوّل على تفجّر الإحتجاجات الشعبية في فبراير 2011 على الحصيلة السلبية التي تأتت لتنظيمهم وعلى المصير المؤلم الذي آل إليه اليمن ككلّ، نتيجة لحساباتهم الخاطئة وإستعجالهم الإنقضاض على السلطة، بإستخدام تكتيك جربوه آنذاك في أقطار عربية أخرى، ويتمثّل في ركوب موجة الإحتجاجات وحرفها عن وجهتها الأصلية كحركة تلقائية للمطالبة بالتغيير والإصلاح، وذلك على أساس أنّ الإخوان هم الأكثر تنظيما وتماسكا وإستعدادا للقبض على زمام الحكم، لكن الوضع في اليمن كان مختلفا، فجاءت الأحداث حبلى بمفاجآت غير سارّة للإخوان، ومليئة بالمنعطفات الحادّة التي أخذت مشروعهم بعيدا عن هدفه الأصلي الذي ظلّ يتقلّص ويتراجع عن حلم الإستيلاء على السلطة، وصولا إلى القتال لتأمين موطئ قدم في بعض المناطق غير المتّصلة جغرافيًّا.